شبهات ضد ابونا يعقوب ابن اسحق

اسلوب حياة يعقوب الاولى

اولاً ان المتأمل لقصة يعقوب يجد ان يعقوب كان انساناً فى حياته الاولى يعتمد على ذكاءه فى التعامل مع الاخرين

vحينما احتال على اخيه عيسو واخذ منه البكورية بأكلة عدس (تك 15)

29- و طبخ يعقوب طبيخا فاتى عيسو من الحقل و هو قد اعيا.

30- فقال عيسو ليعقوب اطعمني من هذا الاحمر لاني قد اعييت لذلك دعي اسمه ادوم.

31- فقال يعقوب بعني اليوم بكوريتك.

32- فقال عيسو ها انا ماض الى الموت فلماذا لي بكورية.

33- فقال يعقوب احلف لي اليوم فحلف له فباع بكوريته ليعقوب.

34- فاعطى يعقوب عيسو خبزا و طبيخ عدس فاكل و شرب و قام و مضى فاحتقر عيسو البكورية

v حينما خدع اباه اسحق واخذ منه البركة بدلاً من عيسو ( تك 27 )

19- فقال يعقوب لابيه انا عيسو بكرك قد فعلت كما كلمتني قم اجلس و كل من صيدي لكي تباركني نفسك.

20- فقال اسحق لابنه ما هذا الذي اسرعت لتجد يا ابني فقال ان الرب الهك قد يسر لي.

21- فقال اسحق ليعقوب تقدم لاجسك يا ابني اانت هو ابني عيسو ام لا.

22- فتقدم يعقوب الى اسحق ابيه فجسه و قال الصوت صوت يعقوب و لكن اليدين يدا عيسو.

23- و لم يعرفه لان يديه كانتا مشعرتين كيدي عيسو اخيه فباركه.

v فى موضوع الغنم المخططة وغير المخططة وما صنعه يعقوب ليسترد ما سلبه منه لابان (تك 30)

36- و كان يعقوب يرعى غنم لابان الباقية.

37- فاخذ يعقوب لنفسه قضبانا خضرا من لبنى و لوز و دلب و قشر فيها خطوطا بيضا كاشطا عن البياض الذي على القضبان.

38- و اوقف القضبان التي قشرها في الاجران في مساقي الماء حيث كانت الغنم تجيء لتشرب تجاه الغنم لتتوحم عند مجيئها لتشرب.

39- فتوحمت الغنم عند القضبان و ولدت الغنم مخططات و رقطا و بلقا.

40- و افرز يعقوب الخرفان و جعل وجوه الغنم الى المخطط و كل اسود بين غنم لابان و جعل له قطعانا وحده و لم يجعلها مع غنم لابان.

41- و حدث كلما توحمت الغنم القوية ان يعقوب وضع القضبان امام عيون الغنم في الاجران لتتوحم بين القضبان.

42- و حين استضعفت الغنم لم يضعها فصارت الضعيفة للابان و القوية ليعقوب.

43- فاتسع الرجل كثيرا جدا و كان له غنم كثير و جوار و عبيد و جمال و حمير

v فى هروبه من لابان غافله وخدعه (تك 31)

20- و خدع يعقوب قلب لابان الارامي اذ لم يخبره بانه هارب.

21- فهرب هو و كل ما كان له و قام و عبر النهر و جعل وجهه نحو جبل جلعاد.

اراد الله ان يعلم يعقوب ان يجعل الله سنده الوحيد وليس ذكاءه او حيلته حتى ولو كان من اجل عمل الخير

فظهر له فى هيئة انسان وصارعه طوال الليل

وفى مصارعة الله مع يعقوب صارعة الله بلطف ولم يكن شديدا معه تماماً كأب يداعب طفله ويظهر لهذا الطفل انه يستطيع ان يغلبه وكأن يقبض اب على كفه ويقول لابنه الطفل هل تستطيع ان تفك هذه القبضة ويحاول الطفل ان يفك قبضة اباه وهنا يرخى الاب قبضته ويجعل ابنه يستطيع فكها ليعطيه ثقة فى ذاته وفى قوته

هذا ما فعله الله الاب مع يعقوب اظهر له انه يستطيع ان يغلبه

وبهذا اعطاه ثقة فى قوته مما جعله يستمر فى المصارعة الى الصباح

ولم يستسلم يعقوب لله

ويخضع له فضرب الله حق فخذه فانخلع حق فخذ يعقوب في مصارعته معه

وبهذه الضربة اضعفته وبقى كل ايام حياته و هو يخمع على فخذه ويصبح لا مكان للحيل والخداع والمكر. بل هناك حل واحد ان يبكي ويسترحم ويصلي ويجاهد ويغلب ويحصل علي البركة وهنا يعرف كيف يتخلي عن ذاته واضعًا كل ثقته في الله. وهذا ما فعله يعقوب اخيراً

ويقول سفر هوشع عن هذه الحادثة

في البطن قبض بعقب اخيه و بقوته جاهد مع الله. جاهد مع الملاك و غلب بكى و استرحمه

( هو 12 : 3 ، 4 )

اى ان الله اعطاة القوه ليصارع معه ويغلب وسحبها منه بضربه على حق فخده فصار ضعيفاً كل ايام حياته لكى يسترحمه ويتكل عليه

لذلك بدأ الصراع جسديًا وإنتهي صراعًا روحيًا بالبكاء وطلب الرحمة من الله. فقال لا اطلقك ان لم تباركني فقال له ما اسمك فقال يعقوب. فقال لا يدعى اسمك في ما بعد يعقوب بل اسرائيل ( أمير الله ) لانك جاهدت مع الله و الناس و قدرت. و سال يعقوب و قال اخبرني باسمك فقال لماذا تسال عن اسمي و باركه هناك. ( تك 32 )

كان هذا اللقاء وهذه البركة مشجعاً ليعقوب فى ملاقاته لاخيه عيسو بعد ذلك

كثير من الاخوة المسلمين يجعلون من هذه القصة مجالاً للسخرية وهم لا يعرفون ابعاد واعماق معانيها المقدسة

ثانيا حينما استخدم يعقوب الكذب و الحيلة والخداع فى حياته كان هدفه مقدساً

برغم ان يعقوب كان يستخدم ذكاءه وحيلته فى كل اموره ولا يستعن بالله فى قضاءها الا ان ذلك كان امام الله وبسماح من الله لان يعقوب كان دائما يطلب و يسعى الى عمل الخير

vحينما احتال على اخيه عيسو كان هدفه البكورية التى تعنى البركة لصاحبها فهو كان يسعى الى هدف مقدس وهو البركة وحرص عليها والتى استهان بها عيسو

الذى لم يسر بالبركة فتباعدت عنه (مز 109 : 17)

والكتاب ينهى عن السلوك مثل عيسو قائلاً

لئلا يكون احد زانيا او مستبيحا كعيسو الذي لاجل اكلة واحدة باع بكوريته. فانكم تعلمون انه ايضا بعد ذلك لما اراد ان يرث البركة رفض اذ لم يجد للتوبة مكانا مع انه طلبها بدموع. ( عب 12 : 16 ، 17 )

vوايضا حينما خدع وكذب على ابيه فلكى يتمم و يحقق البركة

ونقول ان سبب حرص وسعى يعقوب لنوال البركه من ابيه لان بركة الابوين كانت تعتبر بركة من الله

vفى موضوع الغنم المخططة وغير المخططة وما صنعه يعقوب ليسترد ما سلبه منه لابان استخدم قوانين الطبيعة فى الوحم والحمل لئلا يضطر الى سرقة خاله وهو الامر الذى لا يقبله

vفى موضوع هروبه من خاله اراد تجنب الصدام مع خاله مما قد يترتب عليه اثار سيئة

ثالثا ان الله لم يترك كذبه وخداعه يمر بدون عقاب

فسمح الله من اجل تنقيته وثقله ان يخدعه خاله فى زواجه وفى اجرته

وايضا سمح الله ان اولاده يخدعونه ويكذبون عليه فى موضوع يوسف الذى باعوه وقالوه افترسه وحش ردئ

فأن ما يزرعه الانسان اياه يحصد (غل 6 : 7)

اتهم احمد ديدات يعقوب اب الاباء

باللص او سارق المواشى وليس له كلمة و لا عهد !!!

وهذا الكلام ليس فى محله

ان يعقوب كان شريك للابان خاله ولذلك فان ما اخذه من ماشية هو من حقه نظيرخدمته طوال ست سنوات فأنه خدم اربعة عشر سنه بزوجتيه وست سنوات بالماشية

فى خلال هذه السنوات لم يكن لابان مخلصاً فى علاقته بيعقوب

vخدعه فى زواجه من راحيل

فبعد ان خدمه بها سبع سنوات ادخل اليه ليئة بل منها ولما احتج على ذلك يعقوب وقال لماذا خدعتنى ؟ أجابه لا يفعل هكذا فى مكاننا ان تعطى الصغيرة قبل البكر والزمه ان يخدمه سبع سنوات آخر فى مقابل الابنة الثانية ( تك 29 : 27 ، 30 )

اى ان لابان قام بالخداع و يعقوب دفع الثمن

v ولم يكن لابان مخلصاً ليعقوب من جهة الاجرة وطبيعة العمل

فمن جهة الاجرة قال عنه يعقوب غدر بى وغير اجرتى عشر مرات ( تك 31 : 7 ، 41 )

ومن جهة العمل كان يحسب على يعقوب وحدهُ كل خسارة مشتركة فعلى الرغم من ان غنم الاثنين كانت ترعى معاً الا انه كان يحسب على يعقوب كل الاغنام المسروقة والتى افترستها الوحوش وهكذا قال له يعقوب فى عتابه معه

الان عشرين سنة انا معك نعاجك و عنازك لم تسقط و كباش غنمك لم اكل. فريسة لم احضر اليك انا كنت اخسرها من يدي كنت تطلبها مسروقة النهار او مسروقة الليل. كنت في النهار ياكلني الحر و في الليل الجليد و طار نومي من عيني. الان لي عشرون سنة في بيتك خدمتك اربع عشرة سنة بابنتيك و ست سنين بغنمك و قد غيرت اجرتي عشر مرات. لولا ان اله ابي اله ابراهيم و هيبة اسحق كان معي لكنت الان قد صرفتني فارغا مشقتي و تعب يدي قد نظر الله فوبخك البارحة. ( تك 31 : 38 ـ 42 )

v وكان لابان أنانياً فى معاملته ليعقوب

يكفى انه قال له وهو مزمع على العودة الى بيت ابيه

البنات بناتى والبنون بنى وكل ما انت ترى فهو لى ( تك 31 : 43 ) عجيب ان يصدر هذا من خال لإبن اخته من شخص قال له قبلاً

انما انت عظمى ولحمى ( تك 29 : 14 ) ولكن يبدو حينما تتدخل الذات ومحبة المال والقنية تسقط القيم والمبادئ وحتى رابطة القرابة ايضا

v ولم يكن لابان مخلصاً فى مطاردته ليعقوب

فاخذ اخوته معه و سعى وراءه مسيرة سبعة ايام فادركه في جبل جلعاد. (نك 31 : 23 ) لحق به وضرب يعقوب خيامه فى الجبل فضرب لابان خيامه فى جبل جلعاد وواجهه واتهمه بالخداع وبالغباوة وبأنه سرق بناته كسبايا السيف وبأنه حرمه من تودبع بنيه وبناته وتقبيلهم وتشييعه هو ايضا بالفرح والاغانى وبالدف والعود !! ( تك 31 : 26 ـ 28 )
ولم يكن صادقا فى كل ذلك

v والذى يدل ان يعقوب لم يكن سارقاً وكان يرفض السرقة حينما اتهمه لابان قائلاً لماذا سرقت الهتى ( تك 31 : 20 )

قال له الذي تجد الهتك معه لا يعيش قدام اخوتنا انظر ماذا معي و خذه لنفسك و لم يكن يعقوب يعلم ان راحيل سرقتها

ففتش وخدعته راحيل ولم يجد الاصنام ( تك 31 : 35 )

فاغتاظ يعقوب و خاصم لابان و اجاب يعقوب و قال للابان ما جرمي ما خطيتي حتى حميت ورائي. انك جسست جميع اثاثي ماذا وجدت من جميع اثاث بيتك ضعه ههنا قدام اخوتي و اخوتك فلينصفوا بيننا الاثنين. ( تك 31 : 36 ، 37 )

وهنا ثار يعقوب على خاله لابان لإتهامه بسرقة اصنامه

لان اتهامه بالسرقة عموماً امر مشين لكرامته واتهامه بسرقة الاصنام امر ضد كرامة الله وضد ايمان يعقوب بالله

لماذا اختارالله يعقوب ؟؟؟

فقال الرب لرفقة فى بطنك امتان و من احشائك يفترق شعبان شعب يقوى على شعب و كبير يستعبد لصغير. ( تك 25 : 23 )

و قال الله

احببتكم قال الرب و قلتم بم احببتنا اليس عيسو اخا ليعقوب يقول الرب و احببت يعقوب (ملا 1 : 2) ؟؟؟

لماذا اختار الله يعقوب واحبه ؟؟؟

مكتوب

"لأن الذين سبق فعرفهم، سبق فعيّنهم، فهؤلاء دعاهم أيضًا" ( رو 8 : 30 ).
فإن كان قد أحبّ يعقوب وعيّنه ودعاه إنما لأنه سبق فعرفه أنه يقبل الدعوة ويتجاوب مع محبّة الله، حتى وإن تعرّض للضعفات والسقطات فالله يحبه من أجل نيّته الصادقة والجادة عمليًا للحياة مع الله واتخاذه الها له

واختياره كان على اساس تغير حياته وسيرته وسلوكه والذى حدث بعد مقابلته مع الله وصراعه معه كما اوضحنا سابقاً