الشفاعة نوعان
اولا الشفاعة الكفارية
يا اولادي اكتب اليكم هذا لكي لا تخطئوا و ان اخطا احد فلنا شفيع عند الاب يسوع المسيح البار (1يو 2 : 1)
لانه يوجد اله واحد و وسيط واحد بين الله و الناس الانسان يسوع المسيح (1تي 2 : 5)
و لاجل هذا هو وسيط عهد جديد لكي يكون المدعوون اذ صار موت لفداء التعديات التي في العهد الاول ينالون وعد الميراث الابدي (عب 9 : 15)
ان وساطة و شفاعة السيد المسيح هى شفاعة كفارية لا تجوز لاحد غيره لانه الذى فدى العالم بموته على الصليب
ولذلك مكتوب
و لاجل هذا هو وسيط عهد جديد لكي يكون المدعوون اذ صار موت لفداء التعديات التي في العهد الاول ينالون وعد الميراث الابدي (عب 9 : 15)
هذه الشفاعة لاتجوز الا للسيد المسيح فقط وتسمى الشفاعة الكفارية
ولذلك مكتوب
فراى انه ليس انسان و تحير من انه ليس شفيع فخلصت ذراعه لنفسه و بره هو عضده (اش 59 : 16)
اى انه حينما وجد الله ان الانسان لا يقدر ان يشفع فى غيرة كفادى فدى الله البشر بنفسه
ولعل هذه الشفاعة التى كان يقصدها القرآن حينما قال
قُل لِلَّهِ ٱلشَّفَاعَةُ جَمِيعاً لَّهُ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ( الزمر 44 )
ثانيا الشفاعة التوسلية
هى شفاعة العذراء والقديسين والملائكة على الارض وفى السماء
ان التشفع بالعذراء مريم والقديسين والملائكة هو حاجة فى نفس الطالب وشعور انه لا يستحق الوقوف امام الله والطلب منه بسبب خطاياه وتقصيراته وشعوره ان طلبه اعظم من ان يستجاب
ولذلك فأنه يستعين باشخاص قريبين من الله لهم داله عنده ومن ثم داخله يكون مطمئناً ان صلاته ستستجاب
وها العذراء تقول فهوذا منذ الان جميع الاجيال تطوبني. لان القدير صنع بي عظائم و اسمه قدوس. ( لو 1 : 48 ، 49 )
فنحن نطوب العذراء ونمدحها لانها استحقت ان تلد الله المتجسد
وهذا التطويب والمديح الذى نقدمة للعذراء وللقديسين يرضى عنه الله
فيقول اكرم الذين يكرمونني (1صم 2 : 30)
والعذراء والقديسين اكرموا الله ، فأكرمهم الله ، واكرام الله للعذراء مريم وللقديسين ،هو قبوله لصلواتهم وتشفعاتهم ، عن الذين يلجأون اليهم ، ويتشفعون بهم .
و يقول السيد المسيح
ان كان احد يخدمني فليتبعني و حيث اكون انا هناك ايضا يكون خادمي و ان كان احد يخدمني يكرمه الاب (يو 12 : 26)
من يقبلكم يقبلني و من يقبلني يقبل الذي ارسلني (مت 10 : 40)
ومن امثلة الشفاعة فى الكتاب المقدس
أ- قصة ابينا ابراهيم وابيمالك الملك :
لقد اخطأ ابيمالك واخذ سارة زوجة ابراهيم وضمها الى قصره وفعل ذلك بسلامة قلب لان ابراهيم كان قد قال عنها انها اخته فظهر له الرب فى حلم وانذره بالموت ثم قال له فالان رد امراة الرجل فانه نبي فيصلي لاجلك فتحيا ( تك 20 : 7 ) وهكذا نرى ان الله اشترط وطلب شفاعة ابراهيم فى ابيمالك
ب - شفاعة ابراهيم فى سدوم وعمورة
كان شعبى سدوم وعمورة اشرار جدا وكان الله تبارك اسمه قد اصدر حكماً عليهما بالافناء ولكنه اراد ان يعلن ذلك الى خليله ابراهيم
فقال الله تبارك اسمه
17- فقال الرب هل اخفي عن ابراهيم ما انا فاعله.
18- و ابراهيم يكون امة كبيرة و قوية و يتبارك به جميع امم الارض.
19- لاني عرفته لكي يوصي بنيه و بيته من بعده ان يحفظوا طريق الرب ليعملوا برا و عدلا لكي ياتي الرب لابراهيم بما تكلم به.
20- و قال الرب ان صراخ سدوم و عمورة قد كثر و خطيتهم قد عظمت جدا.
21- انزل و ارى هل فعلوا بالتمام حسب صراخها الاتي الي و الا فاعلم.
22- و انصرف الرجال من هناك و ذهبوا نحو سدوم و اما ابراهيم فكان لم يزل قائما امام الرب.
فأبتدأ ابونا ابراهيم يتشفع فى اهلى سدوم وعمورة قائلاً
23- فتقدم ابراهيم و قال افتهلك البار مع الاثيم.
24- عسى ان يكون خمسون بارا في المدينة افتهلك المكان و لا تصفح عنه من اجل الخمسين بارا الذين فيه.
25- حاشا لك ان تفعل مثل هذا الامر ان تميت البار مع الاثيم فيكون البار كالاثيم حاشا لك اديان كل الارض لا يصنع عدلا.
26- فقال الرب ان وجدت في سدوم خمسين بارا في المدينة فاني اصفح عن المكان كله من اجلهم.
27- فاجاب ابراهيم و قال اني قد شرعت اكلم المولى و انا تراب و رماد.
28- ربما نقص الخمسون بارا خمسة اتهلك كل المدينة بالخمسة فقال لا اهلك ان وجدت هناك خمسة و اربعين.
29- فعاد يكلمه ايضا و قال عسى ان يوجد هناك اربعون فقال لا افعل من اجل الاربعين.
30- فقال لا يسخط المولى فاتكلم عسى ان يوجد هناك ثلاثون فقال لا افعل ان وجدت هناك ثلاثين.
31- فقال اني قد شرعت اكلم المولى عسى ان يوجد هناك عشرون فقال لا اهلك من اجل العشرين.
32- فقال لا يسخط المولى فاتكلم هذه المرة فقط عسى ان يوجد هناك عشرة فقال لا اهلك من اجل العشرة.
33- و ذهب الرب عندما فرغ من الكلام مع ابراهيم و رجع ابراهيم الى مكانه
وهنا نجد شفاعة ابراهيم فى اهلى سدوم وعمورة
وايضا نجد شفاعة اخرى هى شفاعة الابرار فى مدينتى سدوم وعمورة
فأنه لو وجد حتى عشرة ابرار كانوا قادرين ان يرفعوا الحكم الالهى بشفاعتهم ولاجل خاطرهم عن الجميع
ج - شفاعة موسى فى بنى اسرائيل
صعد موسى الى الجبل لياخذ الشريعة من الله ومكث اربعين يوما ولكن بنى اسرائيل استبطأوا موسى فأخطأوا خطية عظمى بأن صنعوا لهم عجلاً وصاروا يعبدونه قائلين هذه هى الهتك يا اسرائيل التى اخرجتك من ارض مصر
فقال الله تبارك اسمه لموسى
7- فقال الرب لموسى اذهب انزل لانه قد فسد شعبك الذي اصعدته من ارض مصر.
8- زاغوا سريعا عن الطريق الذي اوصيتهم به صنعوا لهم عجلا مسبوكا و سجدوا له و ذبحوا له و قالوا هذه الهتك يا اسرائيل التي اصعدتك من ارض مصر.
9- و قال الرب لموسى رايت هذا الشعب و اذا هو شعب صلب الرقبة.
10- فالان اتركني ليحمى غضبي عليهم و افنيهم فاصيرك شعبا عظيما.
11- فتضرع موسى امام الرب الهه و قال لماذا يا رب يحمى غضبك على شعبك الذي اخرجته من ارض مصر بقوة عظيمة و يد شديدة.
12- لماذا يتكلم المصريون قائلين اخرجهم بخبث ليقتلهم في الجبال و يفنيهم عن وجه الارض ارجع عن حمو غضبك و اندم على الشر بشعبك.
13- اذكر ابراهيم و اسحق و اسرائيل عبيدك الذين حلفت لهم بنفسك و قلت لهم اكثر نسلكم كنجوم السماء و اعطي نسلكم كل هذه الارض الذي تكلمت عنها فيملكونها الى الابد.
14- فندم الرب على الشر الذي قال انه يفعله بشعبه.
وهنا نجد شفاعة مزدوجة
اولاً شفاعة موسى فى بنى اسرائيل ( وهو حى )
ثانياً شفاعة ابراهيم واسحق ويعقوب فى قول موسى اذكر ابراهيم و اسحق و اسرائيل ( وهؤلاء ماتوا )
د - قصة ايوب الصديق واصحابه الثلاثة
بنفس الطريقة اشترط الرب شفاعة ايوب الصديق فى اصحابه الثلاثة وصلاته من اجلهم لكى يغفر لهم الرب
حيث امرهم الله قائلاً خذوا لانفسكم سبعة ثيران و سبعة كباش و اذهبوا الى عبدي ايوب و اصعدوا محرقة لاجل انفسكم و عبدي ايوب يصلي من اجلكم لاني ارفع وجهه لئلا اصنع معكم حسب حماقتكم لانكم لم تقولوا في الصواب كعبدي ايوب.
( اى 42 : 8 )
شفاعة القديسين فى السماء
هـ ــ ومكتوب و ان وقف موسى و صموئيل امامي لا تكون نفسي نحو هذا الشعب اطرحهم من امامي فيخرجوا (ار 15 : 1)
وكان الاثنان قد ماتا ايام ارميا النبى اى انه يقبل شفاعتهم فى من على الارض وهم فى السماء
و ــ وكثيراً ما قال الله من اجل فلان عبدى افعل كذا وكذا
فظهر له الرب في تلك الليلة و قال انا اله ابراهيم ابيك لا تخف لاني معك و اباركك و اكثر نسلك من اجل ابراهيم عبدي (تك 26 : 24) وكان ابراهيم انذاك فى السماء
و يكون له سبط واحد من اجل عبدي داود و من اجل اورشليم المدينة التي اخترتها من كل اسباط اسرائيل (1مل 11 : 32) وكان داود انذاك فى السماء
و احامي عن هذه المدينة لاخلصها من اجل نفسي و من اجل داود عبدي
(2مل 19 : 34) وكان داود انذاك فى السماء
ز- وكان الناس يتشفعون بالقديسين الذين بالسماء
ولذلك يقول المرتل من اجل داود عبدك لا ترد وجه مسيحك ( مز 132 : 10 )
وشفاعة العذراء والقديسين فى السماء كما هى على الارض
لانهم فى الحقيقة ليسوا امواتاً
ومكتوب
انا اله ابراهيم و اله اسحق و اله يعقوب ليس الله اله اموات بل اله احياء
(مت 22 : 32)
ليس هو اله اموات بل اله احياء فانتم اذا تضلون كثيرا (مر 12 : 27)
و ليس هو اله اموات بل اله احياء لان الجميع عنده احياء (لو 20 : 38)
وان كان هؤلاء القديسين يتشفعون بالبشر وهم احياء على الارض فكم بالحرى شفاعتهم وهم احياء عند الله
ويقول القران ان الشهداء ليسوا اموات بل هم احياء عند ربهم يرزقون
وَلاَ تَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ( ال عمران 169 )
ويقول القران ان الله يقبل الشفاعة باذنه
مَن ذَا ٱلَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ ( البقرة 255 )
مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ( يونس 3)
وَلاَ تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلاَّ لِمَنْ أَذِنَ لَه ( سبأ 22 ، 23 )
اذن هناك من يأذن الله لهم بالشفاعة ويقبل منهم