world_light لا انا بل المسيح يحيا فيَّ
عدد المساهمات : 650 تاريخ التسجيل : 20/08/2007
| موضوع: اكرم اباك وامك الأحد يونيو 01, 2014 2:34 am | |
| اكرم اباك وامك
أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ لِتَطُولَ أَيَّامُكَ عَلَى الأَرْضِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلَهُكَ. ( خر 20 : 12 ) أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ كَمَا أَوْصَاكَ الرَّبُّ إِلهُكَ لِتَطُول أَيَّامُكَ وَلِيَكُونَ لكَ خَيْرٌ على الأَرْضِ التِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ. ( تث 5 : 16 )
اهمية اكرام الوالدين 1-أولي الوصايا الخاصة بالعلاقات البشرية : هذه الوصية الخاصة بإكرام الوالدين ، تجدها في مقدمة وصايا اللوح الثاني ، قبل قول الرب : لا تقتل ، لا تزن ، لا تسرق …ألخ
2-أول وصية مقترنة بمكافأة : قال بولس الرسول : {اكرم أباك وأمك ، التي هي أول وصية بوعد …} {أف2:6} . وما هو ذلك الوعد الذي وعد به الله من يكرم والديه؟ إنها بركة مزدوجة : {لكي تطول أيامك علي الأرض ، ولكي يكون لك خير} {أف3:6 . تث16:5} .
3- من لا يكرم والديه عقوبته القتل واللعنة : إن كسر هذه الوصية ، كانت عقوبته الموت وفي ذلك تقول الشريعة : من ضرب أباه وأمه يقتل قتلاً ( خر15:21،17) ويؤكد الرب هذه العقوبة الحازمة بقوله في موضع آخر كل إنسان سب أباه أو أمه ، فإنه يقتل . وقد سب أباه وأمه ، دمه عليه ( لا9:20 ) ولعله إلي هذه الوصايا أشار السيد المسيح عندما قال للكتبة والفريسيين : لأن موسى قال : اكرم أباك وأمك ، ومن يشتم أباً أو أماً فليمت موتاً (مر10 :7)
4-المقام الكبير الذي للأب : الأب هو رئيس الأسرة كلها ، ليس للأولاد فقط وإنما لأمهم أيضاً ، لأن الرجل هو رأس المرأة (1كو3:11) من يباركه الاب يكون مبارك ومن يلعنه الاب يكون ملعونا اسحق بارك يعقوب – ويعقوب بارك ابنائه – ونوح بارك سام ويافث ولعن حام
5-الله شبه محبته بحنو الأب والأم : عندما أراد الرب إلهنا أن يبين عمق صلته بنا ، وعمق محبته لنا ، شبه علاقته بنا بحنو الأب وحنو الأم . في الصلاة الربانية إنما علمنا أن نقول : أبانا الذي في السموات وما أكثر آيات العهد الجديد التي تدل علي أبوة الله ، والتي تحمل معني محبته وإشفاقه … عندما تحدث ربنا يسوع المسيح عن احتياجاتنا ، قال : {لا تهتموا … لأن أباكم السماوي يعلم أنكم تحتاجون إلي هذه كلها} {مت31:6-32} {فكم بالحري أبوكم الذي في السموات يهب خيراته للذين يسألونه} {مت11:7} . وفي حديثه عن الملكوت قال لنا : {لا تخف أيها القطيع الصغير لأن أباكم قد سر أن يعطيكم الملكوت} {لو12 :32} . وفي حديثة عن عمل الخير في الخفاء : كرر أكثر من مرة عبارة : {أبوك الذي يري في الخفاء يجازيك علانية} {مت6:6}
كيف يمكن اكرام الوالدين 1. النجاح لا شك أن النجاح في الحياة هو إكرام للوالدين . نجاحك يشرف أباك ويشرف أمك ويفرح قلبيهما وصدق الكتاب عندما قال : الابن الحكيم يسر أباه ، والابن الجاهل حزن أمه (أم1:10) . وقال أيضاً : أبو الصديق يبتهج ابتهاجا ، ومن ولد حكيماً يسر به (أم24:23) . إذا ذاكرت دروسك جيداً ، ونجحت وتفوقت ، فإنك بهذا النجاح تكرم أباك وأمك ، لأنهما يبتهجان ويفتخران بنجاحك . أما إن كنت فاشلاً في حياتك ، فأن أباك لا يعرف أين يخفي وجهه ، وكذلك أمك تخجل من فشلك . وإن أتت سيرتك في حضورهما أمام الناس ، يضع كل منهما وجهه في الأرض . صدق الكتاب عندما قال : الابن الجاهل غم لأبيه ، ومرارة للتي ولدته (أم 25:17)
2. العرفان بالجميل لابد أن تعرف جميل أبيك وأمك عليك ويكفي أنها من أجلك لم تدخل الكنيسة طول مدة نفاسها ، وبعضاً من فترات حبلها . يضاف إلي هذا التعب الذي من أجلك وأنت رضيع ، وأنت طفل صغير ، في طعامك في بكائك ، في نظافتك ، في حملك علي حجرها وعلي صدرها وعلي كتفها . لاشك أن الطفل الرضيع يمكن أن يجعل أمه أحياناً لا تستطيع أن تذوق النوم … تأكد أن أمك لو كانت قد قصرت في العناية بك ، لأصابتك أضرار وأخطار لا تدخل تحت حصر … كما ان الاب هو الذي يعمل وكل عمل له اتعابه من اجل ان يوفر مصاريف الاكل والشرب واللبس والدواء والسكن والتعليم والفسحات ..... الخ إن جميل الاب و الأم لا يمكن أن ينساه إنسان …
3. الطاعة والخضوع الطاعة عنصر جوهري هام في إكرام الوالدين . قيل عند السيد المسيح أنه أطاع الآب حتي الموت موت الصليب {في8:2} . وفي تجسده علي الأرض قيل كان خاضعاً لمريم ويوسف {لو51:2} ومن الأمثلة الرائعة في الكتاب المقدس لطاعة الوالدين ، مثال اسحق مع أبيه إبراهيم ، حيث أسلم نفسه لأبيه ليقدمه محرقة للرب . ومن أمثلة هذا الخضوع العجيب أيضاَ ما فعلته ابنه يفتاح الجلعادي ، التي أسلمت نفسها لأبيها ليتمم فيها نذره {مع أنه نذر خاطئ} . فقدمها أبوها محرقة للرب {قض30:11-40} .
ومن أمثاله الطاعة التي رواها الكتاب في إعجاب ، وبكت بها الرب عدم طاعة بني إسرائيل له ، مثال طاعة بني ركاب لأبيهم الذي كان قد أوصاهم قائلاً : لا تشربوا خمراً أنتم ولا بنوكم إلي الأبد . ولا تبنوا بيتاً ، ولا تزرعوا زرعاً ، ولا تغرسوا كرماً ، ولا تكن لكم . بل إسكنوا في الخيال كل أيامكم {أر6:35-10} . وقد سر الرب كثيراً بطاعة بني ركاب لأبيهم ، وقال لهم : {من أجل أنكم سمعتم لوصية يوناداب أبيكم ، وحفظتم كل وصاياه … لذلك … لا ينقطع ليوناداب بن ركاب إنسان يقف أمامي كل الأيام} {أر18:35،19} .
4. المحبة والاحترام أول محبة يمارسها هي محبته لامه ، ثم محبته لأبيه . وهي محبة طبيعية لا يبذل مجهوداً في اقتنائها ، ولا يحتاج إلي مجهود في المحافظة عليها . وهي أيضاً محبة متبادلة . هذه المحبة لها عنصر إيجابي وعنصر سلبي . أما العنصر الإيجابي : فهو عاطفة الحب التي يظهرها الابن نحو أبيه وأمه ، وبذل كل ما يستطيع من جهد في أراحتهما وإرضائهما وكسب بركاتهما ورضاهما . ويستمر هذا الحب وهذا الإرضاء طول الحياة . وحتى بعد انتقالهما إلي العالم الآخر ، يقيم الصلوات والقداسات عنهما ، وينفذ وصيتها علي قدر ما يستطيع .
وأما العنصر السلبي : فهو أن الابن لا يصح أن يغضب أحداً من والديه أو يثيره ، أو يعامله ببغضه أو بقسوة ، أو يتجاهل رأيه . ولا يصح للابن أن يرهق والديه بكثرة الطلبات وخاصة بما هو فوق طاقتهما . ولا يصح أن يبدد مالهما ، أو أن يضيع سمعة الأسرة بسلوكه في الفساد . وأكثر عقوق يصل إليه الابن هو أن يتمني الشر أو الموت لأحد من والديه …
ومن أمثلته أن يعامل الابن والديه علي نفس المستوي … كأنه وهما في درجة واحدة . وأي أن الكلمة ترد بكلمة ، والمناقشة تقابلها مناقشة ، والغضب يقابل بغضب والصوت العالي يرد عليه بصوت عالي . كأن لا فارق … هذا الأمر يحدث بين إثنين متساويين ، وعلي مستوي غير روحي . وقطعاً هذا لا يليق .
5. الاعالة يجب أن يعتني الإنسان بوالديه ، يعولهما ويهتم بهما ، ولا سيما في فترات الشيخوخة أو الضعف أو المرض أو العوز . إن كان أحد لا يعتني بخاصته - ولا سيما أهل بيته فقد أنكر الإيمان ، وهو شر من غير المؤمن (1تي8:5)
قصة تروي أن رجلاً كان له أب عجوز ، وكان يعتني به ولكن هذا الأب نظراً لشيخوخته كانت تقع منه أطباق الأكل أحياناً فتنكسر . فضاق به ابنه وصنع له أطباقاً من خشب حتى لا تنكسر ، وكان يضع له فيها طعامه . وكان لهذا الرجل ابن صغير {حفيد للأب العجوز} . وكان يذهب أحياناً إلي جده فيجد يأكل في أطباق من خشب . فسأل أباه عن السبب . ولما عرفه قال لأبيه في بساطه : { حافظ يا بابا علي الطبق الخشب دا كويس ، علشان لما تكبر وتبقي زي جدي ، أبقي أحط لك الأكل فيه} !! لقد ظن هذا الابن الطفل أن هذا هو النظام المتبع مع الكبار … حقا كما يكرم الإنسان والديه ، سيكرمه أبناؤه فيما بعد .
قصة غزا جيش الأعداد بلداً من البلاد وقتل الجنود كل من فيها ، وكان هناك في تلك البلدة اثنان من الشبان علي معرفة بقائد الجيش الذي غزا المدينة . وكانا قد فعلا جميلاً من قبل أراد أن يرده لهما . فقال لهما : {احملا أثمن ما عندكما وأهربا من البلد بسرعة ، وأنا أضمن سلامتكم} . فدخل الشابان إلي بيتهما ليحملا أثمن ما عندهما . فحمل الشاب أباه ، وحمل الشاب الثاني أمه ، وتركا المدينة . كان هذان الوالدان هما أثمن ما عندهما في هذه الدنيا كلها . أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ لِتَطُولَ أَيَّامُكَ عَلَى الأَرْضِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلَهُكَ. ( خر 20 : 12 ) ارجو ان تكون تنفيذ هذه الوصية دائم في حياتنا لننال البركة من الاباء والله لالهنا المجد الدائم الى الابد امين
| |
|